الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : مخبرا عن قيل الشيطان المريد الذي وصف صفته في هذه الآية : " ولأضلنهم " ، ولأصدن النصيب المفروض الذي أتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال ، ومن الإسلام إلى الكفر "ولأمنينهم" ، يقول : لأزيغنهم - بما أجعل في نفوسهم من الأماني - عن طاعتك وتوحيدك ، إلى طاعتي والشرك بك ، " ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام " ، يقول : ولآمرن النصيب المفروض لي من عبادك ، بعبادة غيرك من الأوثان والأنداد [ ص: 214 ] حتى ينسكوا له ، ويحرموا ويحللوا له ، ويشرعوا غير الذي شرعته لهم ، فيتبعوني ويخالفونك .

و "البتك" القطع ، وهو في هذا الموضع : قطع أذن البحيرة ليعلم أنها بحيرة .

وإنما أراد بذلك الخبيث أنه يدعوهم إلى البحيرة ، فيستجيبون له ، ويعملون بها طاعة له .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

10445 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " فليبتكن آذان الأنعام " ، قال : البتك في البحيرة والسائبة ، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم .

10446 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : قوله : " ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام " ، أما"يبتكن آذان الأنعام" ، فيشقونها ، فيجعلونها بحيرة .

10447 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : أخبرني القاسم بن أبي بزة ، عن عكرمة : " فليبتكن آذان الأنعام " ، قال : دين شرعه لهم إبليس ، كهيئة البحائر والسيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية