الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إلا : بالكسر والتشديد على أوجه :

أحدها : الاستثناء متصلا ، نحو : فشربوا منه إلا قليلا [ البقرة : 249 ] ما فعلوه إلا قليل [ النساء : 66 ] . أو منقطعا ، نحو : قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا [ الفرقان : 57 ] وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى [ الليل : 19 - 20 ] :

الثاني : بمعنى غير ، فيوصف بها وبتاليها جمع منكر أو شبهه ، ويعرب الاسم الواقع بعدها بإعراب غير ، نحو : لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [ الأنبياء : 22 ] ، فلا يجوز أن تكون هذه الآية للاستثناء ; لأن آلهة جمع منكر في الإثبات ، فلا عموم له ، فلا يصح الاستثناء منه ، ولأنه يصير المعنى حينئذ : لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا ، وهو باطل باعتبار مفهومه .

الثالث : أن تكون عاطفة بمنزلة الواو في التشريك ، ذكره الأخفش والفراء وأبو عبيدة ، وخرجوا عليه : لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم [ البقرة : 150 ] ، لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء [ النمل : 10 - 11 ] أي : ولا الذين ظلموا ولا من ظلم . وتأولهما الجمهور على الاستثناء المنقطع .

الرابع : بمعنى ( بل ) ، ذكره بعضهم ، وخرج عليه : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة [ طه : 2 - 3 ] أي : بل تذكرة .

الخامس : بمعنى ( بدل ) ، ذكره ابن الصائغ ، وخرج عليه آلهة إلا الله أي : بدل الله أو عوضه ، وبه يخرج عن الإشكال المذكور في الاستثناء وفي الوصف بإلا من جهة المفهوم .

وغلط ابن مالك ، فعد من أقسامها نحو : إلا تنصروه فقد نصره الله [ التوبة : 40 ] وليست منها ، بل هي كلمتان : ( إن ) الشرطية و ( لا ) النافية .

فائدة : قال الرماني في تفسيره : معنى إلا اللازم لها الاختصاص بالشيء دون غيره ، فإذا قلت : جاءني القوم إلا زيدا . فقد اختصصت زيدا بأنه لم يجئ ، وإذا قلت : ما جاءني إلا [ ص: 470 ] زيد فقد اختصصته بالمجيء ، وإذا قلت : ما جاءني زيد إلا راكبا ، فقد اختصصته بهذه الحالة دون غيرها من المشي والعدو ونحوه .

الآن : اسم للزمن الحاضر ، وقد يستعمل في غيره مجازا . وقال قوم : هي محل للزمانين ، أي : ظرف للماضي وظرف للمستقبل ، وقد يتجوز بها عما قرب من أحدهما .

وقال ابن مالك : لوقت حضر جميعه ، كوقت فعل الإنشاء حال النطق به أو بعضه نحو : الآن خفف الله عنكم [ الأنفال . 66 ] ، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا [ الجن : 9 ] قال : وظرفيته غالبة لا لازمة .

واختلف في ( أل ) التي فيه ، فقيل : للتعريف الحضوري ، وقيل : زائدة لازمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية