الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك . . . " الآية ، سبب نزولها أن اليهود عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة التزويج ، وقالوا : لو كان نبيا كما يزعم ، شغلته النبوة عن تزويج النساء ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . ومعنى الآية : أن الرسل قبلك كانوا بشرا لهم أزواج ، يعني النساء ، وذرية ، يعني الأولاد . " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله: " أي : بأمره ، وهذا جواب للذين اقترحوا عليه الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " لكل أجل كتاب " فيه ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه من المقدم والمؤخر ، والمعنى : لكل كتاب ينزل من السماء أجل ، قاله الضحاك والفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 337 ] والثالث : لكل أجل قدره الله عز وجل ، ولكل أمر قضاه ، كتاب أثبت فيه ، ولا تكون آية ولا غيرها إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب ، هذا معنى قول ابن جرير .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية