الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب [ ص: 156 ] وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا فيه أربعة أقاويل:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: يعني مجلسا، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: قصرا، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنه الآجر ومعناه أوقد لي على الطين حتى يصير آجرا ، قاله سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: أنه البناء المبني بالآجر، وكانوا يكرهون أن يبنوا بالآجر ويجعلوه في القبر ، قاله إبراهيم. لعلي أبلغ الأسباب يحتمل وجهين:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: ما يسبب إلى فعل مرادي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: ما أتوصل به إلى علم ما غاب عني ، ثم بين مراده فقال: أسباب السماوات فيه ثلاثة تأويلات:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: طرق السماوات ، قاله أبو صالح.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أبواب السماوات ، قاله السدي والأخفش ، وأنشد قول الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                        ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو نال أسباب السماء بسلم

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: ما بين السماوات ، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم. فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا فيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنه غلبه الجهل على قول هذا أو تصوره.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه قاله تمويها على قومه مع علمه باستحالته ، قاله الحسن . [ ص: 157 ] وما كيد فرعون إلا في تباب فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: في خسران قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: في ضلال ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        وفيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: في الدنيا لما أطلعه الله عليه من هلاكه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: في الآخرة لمصيره إلى النار ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية