الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها " فيه خمسة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 340 ] أحدها : أنه ما يفتح الله على نبيه من الأرض ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، والضحاك . قال مقاتل : " أولم يروا " يعني : كفار مكة ، " أنا نأتي الأرض " يعني : أرض مكة " ننقصها من أطرافها " يعني : ما حولها .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنها القرية تخرب حتى تبقى الأبيات في ناحيتها ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنه نقص أهلها وبركتها ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقال الشعبي نقص الأنفس والثمرات .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أنه ذهاب فقهائها وخيار أهلها ، رواه عطاء عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس : أنه موت أهلها ، قاله مجاهد ، وعطاء ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " والله يحكم لا معقب لحكمه " قال ابن قتيبة : لا يتعقبه أحد بتغيير ولا نقص . وقد شرحنا معنى سرعة الحساب في سورة (البقرة :202) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية