الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 107 ] والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين أي : ومن المنافقين الذين : اتخذوا أي : بنوا : مسجدا ضرارا أي : مضارة لأهل مسجد قباء وكفرا أي : تقوية للكفر الذي يضمرونه وتفريقا بين المؤمنين أي : الذين كانوا يجتمعون بمسجد قباء اجتماعا واحدا ، يؤدون أجل الأعمال ، وهي الصلاة التي يقصد بها تقوية الإسلام ، بجمع قلوب أهله على الخيرات ، ورفع الاختلاف من بينهم وإرصادا أي : إعدادا وترقبا وانتظارا .

                                                                                                                                                                                                                                      لمن حارب الله ورسوله من قبل أي : كفر بالله ورسوله من قبل ، وهو أبو عامر الراهب الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاسقا ) . وكانوا أعدوه له ليصلي فيه ، ويظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما سنفصله ـ .

                                                                                                                                                                                                                                      وليحلفن أي : بعد ظهور نواياه ومقاصدهم السيئة إن أردنا إلا الحسنى أي : ما أردنا ، ببناء المسجد ، إلا الخصلة الحسنى ، أو الإرادة الحسنى ، وهي الصلاة ، وذكر الله ، والتوسعة على المصلين والله يشهد إنهم لكاذبون أي : في حلفهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية