الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الأمر السابع : أن حاصل اختلاف القراء يرجع إلى سبعة أوجه :

الأول : الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بقائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ، ولا يغير معناها نحو : البخل والبخل ( النساء : 37 ) ، وميسرة ، وميسرة ( البقرة : 280 ) ، و ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم ( المجادلة : 2 ) ، و ( هن أطهر لكم ) ، و ( أطهر لكم ) ( هود : 78 ) [ ص: 484 ] ، ( وهل نجازي إلا الكفور ) ، ( وهل يجازى إلا الكفور ) ( سبأ : 17 ) .

الثاني : الاختلاف في إعراب الكلمة في حركات بما يغير معناها ، ولا يزيلها عن صورتها في الخط ; نحو : ( ربنا باعد بين أسفارنا ) ، و ( ربنا باعد بين أسفارنا ) ( سبأ : 19 ) ، و ( إذ تلقونه ) ، و ( تلقونه ) ( النور : 15 ) ، و ، ( وادكر بعد أمة ) ، و ( بعد أمة ) ( يوسف : 45 ) ، وهو كثير يقرأ به ; لما صحت روايته ، ووافق العربية .

الثالث : الاختلاف في تبديل حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ، ولا يغير صورة الخط بها في رأي العين ; نحو : كيف ننشزها ، و ( ننشرها ) ( البقرة : 259 ) ، و فزع عن قلوبهم ، و ( فزع عن قلوبهم ) ( سبأ : 23 ) ، و يقص الحق ، و ( يقضي الحق ) ( الأنعام : 57 ) ، وهو كثير يقرأ به إذا صح سنده ووجهه لموافقته لصورة الخط في رأي العين .

[ ص: 485 ] الرابع : الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ، ولا يغير معناها نحو : إن كانت إلا صيحة واحدة ، و إلا ( زقية واحدة ) ( يس : 29 ) ، و كالعهن المنفوش ، و ( كالصوف المنقوش ) ( القارعة : 5 ) فهذا يقبل إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف ، ولأنه إنما ثبت عن آحاد .

الخامس : الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها في الخط ، ويزيل معناها نحو : الم تنزيل الكتاب ( السجدة : 1 و 2 ) في موضع الم ذلك الكتاب ( البقرة : 1 و 2 ) ، و وطلح منضود ( الواقعة : 29 ) ، و ( طلع منضود ) فهذا لا يقرأ به أيضا لمخالفته الخط ، ويقبل منه ما لم يكن فيه تضاد لما عليه المصحف .

السادس : الاختلاف بالتقديم والتأخير ; نحو ما روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قرأ عند الموت : ( وجاءت سكرة الحق بالموت ) ( ق : 19 ) ، وبهذا قرأ ابن مسعود ، فهذا يقبل لصحة معناه إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به لمخالفته المصحف ، ولأنه خبر واحد .

السابع : الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم نحو : وما عملته أيديهم ( يس : 35 ) ، ( وما عملت ) ، و ( نعجة أنثى ) ( ص : 23 ) ، ونظائره ، فهذا يقبل منه ما لم يحدث حكما لم يقله أحد ، ويقرأ منه ما اتفقت عليه المصاحف في إثباته وحذفه ; نحو : ( تجري تحتها ) في براءة عند رأس المائة ، و ( من تحتها ) ، وفإن الله هو الغني الحميد في " الحديد " ( الآية : 24 ) ، و ( فإن الله الغني ) ، ونحو ذلك مما اختلف فيه [ ص: 486 ] المصاحف التي وجه بها عثمان إلى الأمصار ، فيقرأ به إذا لم يخرجه عن خط المصحف ، ولا يقرأ منه ما لم تختلف فيه المصاحف ، لا يزاد شيء لم يزد فيها ، ولا ينقص شيء لم ينقص منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية