الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إلى : حرف جر له معان :

أشهرها : انتهاء الغاية زمانا ، نحو : ثم أتموا الصيام إلى الليل [ البقرة : 187 ] . أو مكانا ، نحو : إلى المسجد الأقصى [ الإسراء : 1 ] :

أو غيرهما ، نحو : والأمر إليك [ النمل : 33 ] ، أي : منته إليك ، ولم يذكر لها الأكثرون غير هذا المعنى .

وزاد ابن مالك وغيره تبعا للكوفيين معاني أخر :



منها المعية : وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر في الحكم به أو عليه أو التعلق ، نحو : من أنصاري إلى الله [ آل عمران : 52 ] ، وأيديكم إلى المرافق [ المائدة : 6 ] ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم [ النساء : 2 ] .

قال الرضي : والتحقيق أنها للانتهاء ، أي : مضافة إلى المرافق ، وإلى أموالكم .

وقال غيره : ما ورد من ذلك مئول على تضمين العامل وإبقاء ( إلى ) على أصلها ، والمعنى في الآية الأولى : من يضيف نصرته إلى نصرة الله ؟ أو من ينصرني حال كوني ذاهبا إلى الله .

ومنها : الظرفية كفي ، نحو : ليجمعنكم إلى يوم القيامة [ النساء : 87 ] ، أي : فيه ، هل لك إلى أن تزكى [ النازعات : 18 ] ، أي : في أن .

ومنها : مرادفة اللام ، وجعل منه : ( والأمر إليك ) أي : لك . وتقدم أنه من الانتهاء .

ومنها : التبيين ، قال ابن مالك : وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا أو بغضا ، [ ص: 471 ] من فعل تعجب أو اسم تفضيل ، نحو : ( رب السجن أحب إلي ) [ يوسف : 33 ] .

ومنها : التوكيد ، وهي الزائدة ، نحو : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم [ إبراهيم : 37 ] في قراءة بعضهم بفتح الواو ، أي : تهواهم . قاله الفراء . وقال غيره : هو على تضمين ( تهوى ) معنى ( تميل ) .

تنبيه :

حكى ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن ابن الأنباري : أن ( إلى ) تستعمل اسما ، فيقال : انصرفت من إليك ، كما يقال : غدوت من عليه . وخرج عليه من القرآن قوله تعالى : وهزي إليك بجذع النخلة [ مريم : 25 ] وبه يندفع إشكال أبي حيان فيه : بأن القاعدة المشهورة أن الفعل لا يتعدى إلى ضمير يتصل بنفسه أو بالحرف ، وقد رفع المتصل ، وهما لمدلول واحد ، في غير باب ظن .

التالي السابق


الخدمات العلمية