الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13887 وعن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة - أو قال : بإيلياء - فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان أيهن عن عتبة بن ربيعة ؟ قلت : إنهن عن عتبة بن ربيعة ، قال : كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم ؟ قلت : نعم ، قال : وشريف مسن ، قال : السن والشرف أزريا به ، فقلت له : كذبت ، ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا ، قال : يا أبا سفيان ، إنها لكلمة ما سمعتها من أحد يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك ، قلت : هات ، قال : إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرمنا ، فكنت أظن ، بل كنت لا أشك أني هو ، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف ، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه ، قال أبو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحي [ ص: 232 ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة ، فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به : يا أمية ، قد خرج النبي الذي كنت تنتظر ، قال : أما إنه حق فاتبعه ، قلت : ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهم أني هو ، ثم يروني تابعا لغلام من بني عبد مناف ، ثم قال أمية : كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي ، حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية