الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 68 ] وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى

                                                                                                                                                                                                أي : يعلم ما أسررته إلى غيرك وأخفى من ذلك ، وهو ما أخطرته ببالك ، أو ما أسررته في نفسك ، "وأخفى " : منه وهو ما ستسره فيها ، وعن بعضهم : أن أخفى فعل ، يعني : أنه يعلم أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه ؛ هو كقوله تعالى : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ، وليس بذاك .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف طابق الجزاء الشرط ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : معناه : وإن تجهر بذكر الله من دعاء أو غيره ، فاعلم أنه غني عن جهرك ، فإما أن يكون نهيا عن الجهر ؛ كقوله تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول [الأعراف : 205 ] ، وإما تعليما للعباد أن الجهر ليس لإسماع الله ؛ وإنما هو لغرض آخر ، "الحسنى " : تأنيث الأحسن ، وصفت بها الأسماء ؛ لأن حكمها حكم المؤنث ؛ كقولك : الجماعة الحسنى ، ومثلها : " مأرب أخرى " [طه : 18 ] ، و من آياتنا الكبرى [طه : 23 ] ، والذي فضلت به أسماؤه في الحسن سائر الأسماء : دلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبية ، والأفعال التي هي النهاية في الحسن .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية