الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ومثل كلمة خبيثة " قال ابن عباس : هي الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: " كشجرة خبيثة " فيها خمسة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنها الحنظلة ، رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه قال أنس ، ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنها الكافر ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . وروى العوفي عنه أنه قال : الكافر لا يقبل عمله ، ولا يصعد إلى الله تعالى ، فليس له أصل في الأرض ثابت ، ولا فرع في السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنها الكشوثى ، رواه الضحاك عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أنه مثل ، وليست بشجرة مخلوقة ، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 361 ] والخامس : أنها الثوم ، روي عن ابن عباس أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " اجتثت " قال ابن قتيبة : استؤصلت وقطعت . قال الزجاج : ومعنى اجتثثت الشيء في اللغة : أخذت جثته بكمالها .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله : " ما لها من قرار " قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : ما لها من أصل ، لم تضرب في الأرض عرقا .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : ما لها من ثبات .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى تشبيه الكافر بهذه الشجرة أنه لا يصعد للكافر عمل صالح ، ولا قول طيب ، ولا لقوله أصل ثابت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية