الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 73 ] ( كتاب دعوى الدم والقسامة )

1976 - ( 1 ) - حديث سهل بن أبي حثمة : { أن عبد الله بن سهل ، ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر ، فتفرقا لحاجتهما ، فقتل عبد الله ، فقال محيصة لليهود : أنتم قتلتموه ، قالوا : ما قتلناه }.

الحديث بطوله متفق عليه ، من حديث سهل { : انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر وهي يومئذ صلح ، فتفرقا ، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا ، فدفنه ، ثم قدم المدينة }.

الحديث بطوله في القسامة ، وأخرجاه أيضا من حديث سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج وفي رواية لمسلم عن سهل ، عن رجل من كبراء قومه به ، وله ألفاظ عندهما ، وذكر البيهقي أن البخاري ومسلما أخرجاه ، من رواية الليث وحماد بن زيد ، وبشر بن المفضل كلهم ، عن يحيى بن سعيد ، واتفقوا كلهم على البداية بالأنصار ، ورواه أبو داود من رواية ابن عيينة ، عن يحيى بلفظ : { أفتبرئكم يهود خمسين يمينا يحلفون إنهم لم يقتلوه } ، فبدأ بذكر اليهود " . وقال : إنه وهم من ابن عيينة ، وأخرجه البيهقي من طريقه ، وقال : إن مسلما أخرجه ولم يسق متنه ، وقد وافق وهيب بن خالد ابن عيينة على روايته ، أخرجه أبو يعلى [ ص: 74 ]

( فائدة ) استدل الرافعي بعد ذلك على وجوب القصاص بها ، وهو القول القديم ، بقوله في رواية { : يحلف خمسون منكم على رجل منهم ، فيدفع إليكم برمته } ، وهو متفق عليه . واستدل على المنع وهو الجديد ; بقوله في رواية لمسلم : { إما أن تدوا صاحبكم ، وإما أن تؤذنوا بحرب }.

1977 - ( 2 ) - قوله : روي { أنه صلى الله عليه وسلم قال : البينة على من ادعى ، واليمين على من أنكر إلا في القسامة }.

الدارقطني والبيهقي وابن عبد البر من حديث مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده به ، قال أبو عمر : إسناده لين .

وقد رواه عبد الرزاق عن ابن جريج ، عن عمرو مرسلا ، وعبد الرزاق أحفظ من مسلم بن خالد وأوثق ، ورواه ابن عدي والدارقطني من حديث عثمان بن محمد ، عن مسلم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، وهو ضعيف أيضا ، وقال البخاري : ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب ، فهذه علة أخرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية