الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما الذي يرجع إلى نفس الركن فمنها أن لا يلحقه استثناء أصلا ، ورأسا سواء كان وضعيا أو عرفيا عند عامة العلماء ، وعند مالك الاستثناء العرفي لا يمنع وقوع الطلاق ، وسنذكر المسألة إن شاء الله تعالى ، والكلام في هذا الشرط يقع في مواضع في بيان أنواع الاستثناء ، وفي بيان ماهية كل نوع ، وفي بيان شرائط صحته أما الأول فالاستثناء في [ ص: 154 ] الأصل نوعان : استثناء وضعي ، واستثناء عرفي أما الوضعي فهو أن يكون بلفظ موضوع للاستثناء ، وهو كلمة إلا ، وما يجري مجراها نحو سوى ، وغير ، وأشباه ذلك .

                                                                                                                                وأما العرفي فهو تعليق بمشيئة الله تعالى ، وإنه ليس باستثناء في الوضع لانعدام كلمة الاستثناء بل الموجود كلمة الشرط إلا أنهم تعارفوا إطلاق اسم الاستثناء على هذا النوع قال الله تعالى { إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون } أي : لا يقولون : إن شاء الله تعالى ، وبينه وبين الأول مناسبة في معنى ظاهر لفظ الاستثناء ، وهو المنع ، والصرف دون الحقيقة فأطلق اسم الاستثناء عليه ، وبعض مشايخنا قال الاستثناء نوعان استثناء تحصيل ، واستثناء تعطيل فسمي الأول استثناء تحصيل ; لأنه تكلم بالحاصل بعد الثنيا ، والثاني تعطيلا لما أنه يتعطل الكلام به .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية