الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 291 ] أي هذا باب يذكر فيه وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وقعت هذه الترجمة هكذا بغير حديث، فكأنه أراد أن يذكر فيها حديثا، ولم يظفر به على شرطه، فبقيت كذا والله أعلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: وقال رجل مؤمن في اسمه ستة أقوال:

                                                                                                                                                                                  الأول: شمعان بالشين المعجمة، قال الدارقطني: لا يعرف شمعان بالمعجمة إلا مؤمن آل فرعون.

                                                                                                                                                                                  الثاني: يوشع بن نون، وبه جزم ابن التين وهو بعيد; لأن يوشع من ذرية يوسف عليه الصلاة والسلام، ولم يكن من آل فرعون.

                                                                                                                                                                                  الثالث: حزقيل بن برحايا، وعليه أكثر العلماء.

                                                                                                                                                                                  الرابع: حابوت وهو الذي التقطه إذ كان في التابوت.

                                                                                                                                                                                  الخامس: حبيب ابن عم فرعون، قاله ابن إسحاق.

                                                                                                                                                                                  السادس: حيزور، قاله الطبري. وقال مقاتل: كان قبطيا يكتم إيمانه مائة سنة من فرعون، وكان له الملك بعد فرعون، وكان على بقية من دين إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن خالويه في كتاب ليس: لم يؤمن من أهل مصر إلا أربعة آسية وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت بوس الملك التي دلت على عظام يوسف، والماشطة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أتقتلون" الهمزة فيه للاستفهام الإنكاري.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن يقول" أي لأن يقول، وهذا إنكار منه عظيم وتبكيت شديد، وهذا كان منه نصح عظيم لهم، ولم يقتصر على بينة واحدة وهي قوله: "ربي الله" حتى قال وقد جاءكم بالبينات من ربكم وحكى الله تعالى عنه ثم أخذهم بالاحتجاج على طريقة التقسيم فقال: لا يخلو من أن يكون كاذبا أو صادقا وإن يك كاذبا فعليه كذبه أي يعود عليه كذبه ولا يتخطاه ضرره وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن تعرضتم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مسرف" أي مشرك، قال السدي: أي الكذاب على الله، والله أعلم بالصواب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية