الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3306 ] القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 129 ] فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن تولوا أي : أعرضوا عن الإيمان بك ، وناصبوك : فقل حسبي الله أي : فاستعن به ، وفوض إليه ، فهو كافيك وناصرك عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال القاشاني : أي : لا حاجة لي بكم ، ولا باستعانتكم ، كما لا حاجة للإنسان إلى العضو المألوم المتعفن الذي يجب قطعه عقلا ، أي : الله كافيني فلا مؤثر غيره ، ولا ناصر إلا هو ، كما قال : لا إله إلا هو عليه توكلت أي : فوضت أمري إليه ، وبه وثقت : وهو رب العرش العظيم أي : المحيط بك شيء ، يأتي منه حكمه وأمره إلى الكل ، وتخصيصه لكونه أعظم المخلوقات ، فيدخل ما دونه ، وقرئ ( العظيم ) بالرفع ، على أنه صفة الرب جل وعز .

                                                                                                                                                                                                                                      تم ما علقناه صباح الاثنين في 24 رجب سنة 1322 هجرية ، في سدة جامع السنانية بدمشق الشام ، اللهم يسر لنا بفضلك الإتمام ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين إلى يوم الدين .

                                                                                                                                                                                                                                      ويليه الجزء التاسع وفيه تفسير سور : يونس وهود ويوسف والرعد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية