الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى

                                                                                                                                                                                                "معكما" أي : حافظكما وناصركما ، أسمع وأرى : ما يجري بينكما وبينه من قول وفعل ، فأفعل ما يوجبه حفظي ونصرتي لكما ، فجائز أن يقدر أقوالكم وأفعالكم ، وجائز أن لا يقدر شيء ، وكأنه قيل : أنا حافظ لكما وناصر سامع مبصر ، وإذا كان الحافظ والناصر كذلك ، تم الحفظ وصحت النصرة ، وذهبت المبالاة بالعدو ، كانت بنو إسرائيل في ملكة فرعون والقبط ، يعذبونهم بتكليف الأعمال الصعبة : من الحفر والبناء ونقل الحجارة ، والسخرة في كل شيء ، مع قتل الولدان ، واستخدام النساء ، قد جئناك بآية من ربك : جملة جارية من الجملة الأولى ، وهي : إنا رسولا ربك [طه :47 ] ، مجرى البيان والتفسير ؛ لأن دعوى الرسالة تثبت إلا ببينتها التي هي المجيء بالآية ؛ إنما وحد قوله : "بآية " ، ولم يثن ومعه آيتان ؛ لأن المراد في هذا الموضع : تثبيت الدعوى ببرهانها ، فكأنه قال : قد جئناك بمعجزة وبرهان وحجة على ما ادعيناه من الرسالة ؛ وكذلك قد جئتكم ببينة من ربكم [الأعراف : 105 ] ، فأت بآية إن كنت من الصادقين [الشعراء : 154 ] ، أولو جئتك بشيء مبين [الشعراء : 30 ] ، يريد : وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين ، وتوبيخ خزنة النار والعاب على المكذبين .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية