الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين

                                                          هي أقوال ثلاثة رافضة:

                                                          أولها: ادعاؤهم أنه لم يأتهم ببينة أي: بدليل يدل على رسالته، وهم بذلك يمضون في عنادهم غير معترفين بما جاءهم من معجزات هي علامة قاطعة.

                                                          ثانيها: أنهم ينفون إجابته نفيا لازما قاطعا لا يترددون فيه قائلين: وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ويردون النفي بإضافة الآلهة إليهم كأنهم منها وهي منهم.

                                                          ثالثها: أنهم لا يؤمنون بالحق إذ جاء، ولذا قال كما حكى الله تعالى عنهم: وما نحن لك بمؤمنين أي: وما نحن بمؤمنين استجابة لك، وقدم (لك) للإشارة إلى اختصاص الكفر به وعدم التسليم، في مقابل إيمانهم بما آمن به آباؤهم وقد تأكد النفي بالباء في قوله بمؤمنين

                                                          وقد اتهموه بأنه قد اعتراه بعض آلهتهم بسوء، أي: اتهموا عقله وأن يكون به مس من الجن، كما قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا كان هو رئيا قد جاءك التمسنا لك الطب، وقال أولئك:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية