الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب القراءة في المغرب

                                                                                                                                                                                                        729 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا بني والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب [ ص: 288 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 288 ] قوله : ( باب القراءة في المغرب ) المراد تقديرها لا إثباتها لكونها جهرية ، بخلاف ما تقدم في " باب القراءة في الظهر " من أن المراد إثباتها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن أم الفضل ) هي والدة ابن عباس الراوي عنها ، وبذلك صرح الترمذي في روايته فقال " عن أمه أم الفضل " وقد تقدم في المقدمة أن اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية ، ويقال إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة ، والصحيح أخت عمر زوج سعيد بن زيد لما سيأتي في المناقب من حديثه " لقد رأيتني وعمر موثقي وأخته على الإسلام " واسمها فاطمة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سمعته ) أي : سمعت ابن عباس ، وفيه التفات ؛ لأن السياق يقتضي أن يقول سمعتني .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لقد ذكرتني ) أي : شيئا نسيته ، وصرح عقيل في روايته عن ابن شهاب أنها آخر صلوات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه " ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله " أورده المصنف في " باب الوفاة " وقد تقدم في " باب إنما جعل الإمام ليؤتم به " من حديث عائشة أن الصلاة التي صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه في مرض موته كانت الظهر ، وأشرنا إلى الجمع بينه وبين حديث أم الفضل هذا بأن الصلاة التي حكتها عائشة كانت في المسجد ، والتي حكتها أم الفضل كانت في بيته كما رواه النسائي ، لكن يعكر عليه رواية ابن إسحاق عن ابن شهاب في هذا الحديث بلفظ خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عاصب رأسه في مرضه فصلى المغرب الحديث أخرجه الترمذي ، ويمكن حمل قولها " خرج إلينا " أي : من مكانه الذي كان راقدا فيه إلى من في البيت فصلى بهم ، فتلتئم الروايات .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يقرأ بها ) هو في موضع الحال أي : سمعته في حال قراءته .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية