الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين

طلبوا العذاب الذي خوفهم به وحذرهم منه .

فقال لهم : قد وقع عليكم ومعنى وقع أي وجب . يقال : وقع القول والحكم أي وجب . ومثله : ولما وقع عليهم الرجز . أي نزل بهم . وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض . والرجس العذاب وقيل : عني بالرجس الرين على القلب بزيادة الكفر .

أتجادلونني في أسماء يعني الأصنام [ ص: 214 ] التي عبدوها ، وكان لها أسماء مختلفة . ما نزل الله بها من سلطان أي من حجة لكم في عبادتها . فالاسم هنا بمعنى المسمى . نظيره ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها . وهذه الأسماء مثل العزى من العز والأعز واللات وليس لها من العز والإلهية شيء . دابر آخر . وقد تقدم أي لم يبق لهم بقية .

التالي السابق


الخدمات العلمية