الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولقد آتينا موسى الكتاب يريد التوراة . وقفينا: أتبعنا . قال ابن قتيبة: وهو مأخوذ من القفا . يقال: قفوت الرجل: إذا سرت في أثره . والبينات: الآيات والواضحات كإبراء الأكمه والأبرص ، وإحياء الموتى . وأيدناه: قويناه . والأيد: القوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي روح القدس ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنه جبريل . والقدس: الطهارة ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، في آخرين . وكان ابن كثير يقرأ: (بروح القدس) ساكنة الدال . قال أبو علي: التخفيف والتثقيل فيه حسنان ، نحو: العنق والعنق ، والطنب والطنب .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي تأييده به ثلاثة أقوال . ذكرها الزجاج . أحدها: أنه أيد به ظاهر حجته وأمر دينه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 113 ] . والثاني: لدفع بني إسرائيل عنه إذ أرادوا قتله . والثالث: أنه أيد به في جميع أحواله .

                                                                                                                                                                                                                                      والقول الثاني: أنه الاسم الذي كان يحيي به الموتى ، رواه الضحاك عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه الإنجيل قاله ابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية