الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان المشاهير :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز فيما ذكره شيخنا الذهبي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 685 ] وقد أرخه ابن الجوزي في سنة سبع وسبعين ومائتين فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو يعقوب النخعي الأحمر وإليه تنسب الطائفة الإسحاقية من الشيعة وقد ذكر ابن النوبختي والخطيب وابن الجوزي أن هذا الرجل كان يعتقد إلهية علي بن أبي طالب وأنه انتقل إلى الحسن ثم الحسين وأنه كان يظهر في كل وقت ، وقد اتبعه على هذا الكفر خلق من الحمير قبحه الله وقبحهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وإنما قيل له : الأحمر ; لأنه كان أبرص وكان يطلي برصه بما يغير لونه . وقد أورد له النوبختي أقوالا عظيمة في الكفر لعنه الله . وقد روى شيئا من الحكايات والملح عن المازني وطبقته ، ومثل هذا أقل وأذل من أن يروى عنه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بقي بن مخلد بن يزيد أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ أحد علماء الغرب له " التفسير " و " المسند " و " السنن والآثار " التي فضلها ابن حزم على تفسير ابن جرير ومسند أحمد ومصنف ابن أبي شيبة وفيما زعم ابن حزم نظر ، وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه فأثنى عليه خيرا ووصفه بالحفظ والإتقان وذكر أنه كان مجاب الدعوة رحمه الله [ ص: 686 ] وأرخ وفاته بهذه السنة عن خمس وسبعين سنة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والحسين بن بشار بن موسى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي الخياط روى عن أبي بلال الأشعري وعنه أبو بكر الشافعي وكان ثقة رأى في منامه - وقد كانت به علة - قائلا يقول له كل لا واشرب لا ، ففسره بقوله تعالى زيتونة لا شرقية ولا غربية [ النور : 35 ] فأكل زيتونا وشرب زيتا فبرأ من علته تلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن إبراهيم أبو جعفر الأنماطي المعروف بمربع تلميذ يحيى بن معين كان ثقة حافظا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرحيم البرقي . ومحمد بن وضاح المصنف . وعلي بن عبد العزيز البغوي صاحب " المسند " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 687 ] محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم أبو العباس القرشي البصري الكديمي وهو ابن امرأة روح بن عبادة ولد سنة ثلاث وثمانين ومائة وسمع عبد الله بن داود الخريبي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبا داود الطيالسي والأصمعي وخلقا ، وعنه ابن السماك والنجاد وآخر من حدث عنه أبو بكر بن مالك القطيعي وقد كان حافظا مكثرا مغربا ، تكلم فيه الناس لإغرابه في الروايات وقد ذكرنا ترجمته في كتابنا " التكميل " بما فيه الكفاية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      دفن يوم الجمعة قبل الصلاة للنصف من جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقد جاوز المائة سنة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يعقوب بن إسحاق بن تحية أبو يوسف الواسطي سمع من يزيد بن هارون وقدم بغداد فحدث بها بأربعة أحاديث ووعد الناس أن يحدثهم من الغد فمات من ليلته عن مائة واثنتي عشرة سنة ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الوليد أبو عبادة البحتري فيما ذكره شيخنا الذهبي وقد تقدم [ ص: 688 ] ذكره في سنة ثلاث وثمانين كما ذكره ابن الجوزي فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية