الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ونادوا يا مالك هذا نداء أهل النار لخزانها حين ذاقوا عذابها. ليقض علينا ربك أي يميتنا، طلبوا الموت ليستريحوا به من عذاب النار. قال إنكم ماكثون أي لابثون في عذابها أحياء ، وفي مدة ما بين ندائهم وجوابه أربعة أقاويل.

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: أربعون سنة، قاله عبد الله بن عمرو.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: ثمانون سنة، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: مائة سنة، قاله نوف. [ ص: 240 ] الرابع: ألف سنة ، قاله ابن عباس ، لأن بعد ما بين النداء والجواب أخزى لهم وأذل.

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون فيه ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: أم أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالبعث ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أم أحكموا كيدا فإنا محكمون لها كيدا ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: قضوا أمرا فإنا قاضون عليهم بالعذاب ، قاله الكلبي . وقيل إن هذه الآية نزلت في كفار قريش حين اجتمع وجوههم في دار الندوة يتشاورون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى استقر رأيهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه ، فنزلت هذه الآية ، وقتل الله جميعهم عليهم اللعنة يوم بدر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية