الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان ما جاء في قول الله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد

                                                                                                                                                                                  قوله: (إلى قوله)؛ أي اقرأ إلى قوله: " إن الله لا يحب كل مختال فخور "، ومن قوله: " غني حميد " إلى قوله: " فخور " ست آيات.

                                                                                                                                                                                  قوله: الحكمة ؛أي: العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور.

                                                                                                                                                                                  قوله: أن اشكر ، قيل: لأن تشكر الله. ويجوز أن تكون " أن " مفسرة؛ أي اشكر لله، والتقدير: قلنا له اشكر لله، وقيل: بدل من الحكمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: مختال من الاختيال وهو أن يرى لنفسه طولا على غيره فيشمخ بأنفه.

                                                                                                                                                                                  قوله: فخور يعدد مناقبه تطاولا.

                                                                                                                                                                                  ولقمان بن باعور بن ناخور بن تارخ - وهو آزر أب إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كذا قاله ابن إسحاق، وقال مقاتل: لقمان بن عنقا بن سدون. ويقال: لقمان بن ثاران، حكاه السهيلي عن ابن جرير والقعنبي. وقال وهب بن منبه: لقمان بن عبقر بن مرثد بن صادق بن التوت، من أهل أيلة، ولد على عشر سنين خلت من أيام داود عليه الصلاة والسلام. وقال مقاتل: كان ابن أخت أيوب عليه الصلاة والسلام. وقيل: ابن خاله. وقال ابن إسحاق: عاش ألف سنة وأدرك داود عليه الصلاة والسلام وأخذ عنه العلم. وحكى الثعلبي عن ابن المسيب أنه كان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين من سودان مصر ذا مشافر، وقال الربيع: كان عبدا نوبيا اشتراه رجل من بني إسرائيل بثلاثين دينارا ونصف دينار. وقال السهيلي: كان نوبيا من أيلة. وعن ابن عباس: كان عبدا حبشيا نجارا. وقيل: كان خياطا. وقيل: كان راعيا. وقيل: كان يحتطب لمولاه حزمة حطب. وروي أنه كان عبدا لقصاب، وقال الواقدي: كان قاضيا لبني إسرائيل، فكان يسكن ببلدة أيلة ومدين. وقال مقاتل: كان اسم أمه تارات. وفي تفسير النسفي: واتفق العلماء أنه كان حكيما ولم يكن نبيا، إلا عكرمة فإنه كان يقول: إنه كان نبيا. قال الواقدي والسدي: مات بأيلة. وقال قتادة: بالرملة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية