الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 33 ] كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون أي ثبت حكمه وقضاؤه على الذين تمردوا في كفرهم، وخرجوا إلى الحد الأقصى فيه. وقوله أنهم لا يؤمنون بدل من الكلمة، أي حق عليهم انتفاء الإيمان، وعلم الله منهم ذلك. أو أراد بالكلمة العدة بالعذاب و أنهم لا يؤمنون تعليل بمعنى (لأنهم لا يؤمنون) أفاده الزمخشري- أي كقوله تعالى: قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وقوله تعالى: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار قيل: الذين فسقوا مظهر وضع موضع ضمير المخاطبين للإشعار بالعلية، و(الفسق) هنا التمرد في الكفر، فآل الكلام إلى أن كلمة العذاب حقت عليهم، لتمردهم في كفرهم، ولأنهم لا يؤمنون، وهو تكرار. وأجيب بأنه تصريح بما علم ضمنا من الذين فسقوا أو دلالة على شرف الإيمان بأن عذاب المتمردين في الكفر بسبب انتفاء الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم احتج أيضا على حقية التوحيد وبطلان الشرك بما هو من خصائصه تعالى، من بدء الخلق وإعادته، فقال سبحانه:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية