الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الرحمن الشيباني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان إماما [ ص: 721 ] ثقة حافظا ثبتا مكثرا عن أبيه وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن المنادي : لم يكن أحد أروى عن أبيه منه ، سمع منه " المسند " ثلاثين ألفا و " التفسير " مائة ألف حديث وعشرين ألفا ، من ذلك سماع ومن ذلك وجادة ، ومن ذلك " الناسخ والمنسوخ " و " المقدم والمؤخر في كتاب الله " و " التاريخ " و " حديث شعبة " و " جوابات القرآن " و " المناسك الكبير " و " الصغير " وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه له بالمعرفة وزيادة السماع للحديث عن أبيه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما مرض قيل له : أين تدفن ؟ فقال : صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي . فمات في جمادى الآخرة من هذه السنة عن سبع وسبعين سنة كما مات لها أبوه ، [ ص: 722 ] وكان الجمع كثيرا جدا ، وصلى عليه زهير ابن أخيه ودفن في مقابر باب التبن رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله بن أحمد بن سعيد أبو محمد الرباطي المروزي صحب أبا تراب النخشبي وكان الجنيد يمدحه ويثني عليه . عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ المعروف بأبي الآذان كان ثقة ثبتا . محمد بن الحسين بن الفرج أبو ميسرة الهمداني صاحب " المسند " ، وكان أحد الثقات المشهورين والمصنفين المنصفين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن عبد الله أبو بكر الزقاق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحد أئمة الصوفية وعبادهم روى عن الجنيد أنه قال : رأيت إبليس في المنام وكأنه عريان ، فقلت : ألا تستحي من الناس ؟ فقال : هؤلاء أناس وأنا أتلعب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة إنما الناس جماعة غير هؤلاء . فقلت : من هم ؟ فقال : قوم في مسجد [ ص: 723 ] الشونيزي فقد أضنوا قلبي وأنحلوا جسدي كلما هممت بهم أشاروا إلى الله عز وجل فأكاد أحترق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فانتبهت ولبست ثيابي وقصدت مسجد الشونيزي ، فإذا فيه ثلاثة جلوس ورءوسهم في مرقعاتهم ، فرفع أحدهم رأسه من جيبه ، فقال : يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شيء تقبل ؟ فإذا هم أبو بكر الزقاق ، وأبو الحسين النوري ، وأبو حمزة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن علي بن علوية بن عبد الله الجرجاني الفقيه الشافعي تلميذ المزني ذكره ابن الأثير .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية