الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو العباس الشيباني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مولاهم الملقب بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة ، مولده سنة مائتين سمع محمد بن زياد بن الأعرابي والزبير بن بكار والقواريري وغيرهم ، وعنه ابن الأنباري وابن عرفة وأبو عمر الزاهد ، وكان ثقة حجة دينا صالحا مشهورا بالصدق والحفظ وذكر أنه سمع من القواريري مائة ألف حديث وكانت وفاته يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى من هذه السنة عن إحدى وتسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان وكان سبب موته أنه خرج من الجامع وفي يده كتاب ينظر فيه وكان قد أصابه صمم شديد فصدمته فرس فألقته في هوة [ ص: 726 ] فاضطرب دماغه فمات في اليوم الثاني رحمه الله . قال : وهو مصنف كتاب " الفصيح " وهو صغير الحجم كثير الفائدة وله كتاب " المصون " و " اختلاف النحويين " و " معاني القرآن " وكتاب " القراءات " و " معاني الشعر " و " ما يلحن فيه العامة " وذكر أشياء كثيرة أيضا ، ومما نسب إليه من الشعر :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها فكم تلبث النفس التي أنت قوتها     ستبقى بقاء الضب في الماء أو كما
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يعيش ببيداء المهامه حوتها     أغرك مني أن تصبرت جاهدا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي النفس مني منك ما سيميتها     فلو كان ما بي بالصخور لهدها
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وبالريح ما هبت وطال خفوتها     فصبرا لعل الله يجمع بيننا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فأشكو هموما منك فيك لقيتها

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير ، تولى بعد أبيه الوزارة في آخر أيام المعتضد ثم وزر لولده المكتفي من بعده . فلما كان رمضان من [ ص: 727 ] هذه السنة مرض فبعث إلى السجون فأطلق من فيها من المظلومين ثم كانت وفاته في ذي القعدة منها وقد قارب ثلاثا وثلاثين سنة ، وقد كان حظيا عند الخليفة جدا ، وخلف من الأملاك ما يعدل سبعمائة ألف دينار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومحمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد أبو عبد الله البصري القاضي بواسط المعروف بالجذوعي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حدث عن مسدد وعلي بن المديني وابن نمير وغيرهم ، وكان من الثقات القضاة الأجواد العدول الأمناء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن علي الصائغ ، وقنبل أحد مشاهير القراء وأئمة العلماء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية