الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  أبو المليح بن أسامة الهذلي ، عن عوف بن مالك

                                                                  ( 133 ) حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عمرو بن عون الواسطي ، أنا خالد ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي المليح ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، فانتبهت ذات ليلة فلم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكانه ، وإذا أصحابه كأن على رءوسهم الصخور ، وإذا الإبل قد وضعت صراتها ، وإذا أنا بخيال قد تصدى لي ، وتصدأت له ، فإذا معاذ بن جبل فقلت : أينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ورائي ، فإذا أنا بخيال قد تصدى إلي وتصدأت له ، فإذا هو أبو موسى الأشعري قال : فحدثني حميد بن هلال ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت خلف أبي موسى هزيرا كهزير الرحى فقلت : أين النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ورائي قد أقبل ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن النبي إذا كان في أرض العدو كان عليه حرس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني بين أن [ ص: 73 ] يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " قال معاذ : بأبي أنت وأمي قد عرفت قرابتي ومنزلتي فاجعلني منهم ، فقال : " أنت منهم " فقال عوف وأبو موسى : يا رسول الله ، قد عرفت إنا تركنا أهلنا نؤثر الله ورسوله ، فاجعلنا منهم ، قال : " هي لكل مسلم أنتما منهم " فانتهينا إلى القوم حين نادوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اقعدوا " فقعدوا كأن أحدا لم يقم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل شطر أمتي وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " فقال القوم : يا رسول الله اجعلنا منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنصتوا " فأنصتوا كأن أحدا لم يتكلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية