الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين الآية (28) .

[ ص: 283 ] يدل على أنه لا يجوز أن يتخذ منهم أولياء وأن يلاطفوا، ومثله من كتاب الله:

لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا .

وقال: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر .

وقال: فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين .

وقال: فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم .

[ ص: 284 ] وقال: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار .

وقال: فأعرض عن من تولى عن ذكرنا، ولم يرد إلا الحياة الدنيا .

وقال: وأعرض عن الجاهلين .

وقال: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .

وقال: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض .

وقال: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه .

فنهى بعد النهي عن مجالستهم وملاطفتهم، عن النظر إلى أموالهم وأحوالهم في الدنيا.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بإبل بني المصطلق، وقد عبست بأبوالها من السمن، فتقنع بثوبه ومضى يقول: يقول الله عز وجل:

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم .

وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم [ ص: 285 ] أولياء تلقون إليهم بالمودة .

وقال عليه السلام: "أنا بريء من مسلم مع مشرك، فقيل: يا رسول الله، ولم؟ قال: لا تراءى نارهما".

قوله تعالى: تتقوا منهم تقاة (28) . يدل على أن إظهار الموافقة في الاعتقاد وغيره جائز للتقية، وفي نفي الولاية دليل على قطع الولاية بينهما في المال والنفس جميعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية