الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم والله يعلم ما تسرون وما تعلنون

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 437 ] قوله تعالى : " أفمن يخلق كمن لا يخلق " يعني : الأوثان ، وإنما عبر عنها بـ " من " لأنهم نحلوها العقل والتمييز ، " أفلا تذكرون " يعني : المشركين ، يقول : أفلا تتعظون كما اتعظ المؤمنون ؟ قال الفراء : وإنما جاز أن يقول : " كمن لا يخلق " ، لأنه ذكر مع الخالق ، كقوله : فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين [النور :45] ، والعرب تقول : اشتبه علي الراكب وجمله ، فما أدري من ذا من ذا ، لأنهم لما جمعوا بين الإنسان وغيره ، صلحت " من " فيهما جميعا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " قد فسرناه في (إبراهيم :34) .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " إن الله لغفور " أي : لما كان منكم من تقصيركم في شكر نعمه " رحيم " بكم إذ لم يقطعها عنكم بتقصيركم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " والله يعلم ما تسرون وما تعلنون " روى عبد الوارث ، إلا القزاز " يسرون " و " يعلنون " بالياء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية