الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو موسى الأنصاري ، قال : قال سفيان : من أبر البر كتمان المصائب . قال : وسمعت سفيان يقول : لا تكن مثل العبد السوء لا يأتي حتى يدعى : ائت الصلاة قبل النداء . قال : وسمعت سفيان يقول : قال رجل : من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا الفضل بن محمد الجندي ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : سمعت ابن عيينة يقول : ليس من عباد الله أحد إلا ولله الحجة عليه ، إما في ذنب ، وإما في نعمة مقصر في شكرها .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبي ، ثنا أبو طاهر سهل بن عبد الله ، قال : أنبأنا بعض أصحابنا ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي الطرسوسي ، قال : سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم ، فقال : ألم تسمع إلى قوله حين بدأ به فقال : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ، ثم أمره بالعمل فقال : ( واستغفر لذنبك ) وهو شهادة أن لا إله إلا الله ، لا يغفر إلا بها ، من قالها غفر له ، وقال : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) . وقال : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يوحدون ، وقال : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) ، يقول : وحدوه ، والعلم قبل العمل ، ألا تراه قال : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا ) إلى قوله : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها ) الآية ، ثم قال : ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) ، ثم قال : ( فاحذروهم ) بعد ، وقال : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ) ، ثم أمر بالعمل به .

              [ ص: 286 ] حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا أبو زرعة ، ثنا حامد بن يحيى ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن فضيل بن عياض ، قال : يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب .

              حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أبو الربيع سليمان بن داود المصري ، ثنا يونس بن عبد الرحمن ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال أيوب عليه السلام : اللهم إنك تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط ، أحدهما لك فيه رضى ، والآخر لي فيه هوى إلا آثرت الذي لك فيه رضى على الذي لي فيه هوى ، قال : فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت : يا أيوب ، من فعل ذلك بك ؟ قال : فوضع التراب على رأسه ثم قال : أنت أنت يا رب .

              حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا سفيان بن عيينة ، أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم : ارفع إلي حاجتك . قال : هيهات هيهات ، قد رفعتها إلى من لا تختزن الحوائج دونه ، فما أعطاني منها قنعت ، وما زوى عني رضيت . قال : ودخل أبو حازم على أمير المدينة ، فقال له : تكلم . فقال له : انظر الناس ببابك ، إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر ، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير .

              حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن يزيد ، ثنا الفيض بن إسحاق ، قال : قيل لسفيان : ألا ترى إلى الفضيل لا تكاد تجف له دمعة . قال سفيان : وكان يقال : إذا فرح القلب نزفت العينان ، ثم تنفس تنفسا منكرا .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أحمد بن عبد العزيز ، ثنا أبو يعلى ، ثنا الأصمعي ، قال : سمعت سفيان يقول : قال علي : لا يقيم أمر الله إلا من لا يصانع ، ولا يضارع ، ولا يتبع المطامع .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن محمد بن الوليد ، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : قال رجل : واحزناه على أن لا أحزن . قال : وأراه أراد نفسه .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن هارون ، ثنا سليمان بن داود [ ص: 287 ] الشاذكوني ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال الحسن : للأبد خلقتم ، ولكن تنقلون من دار إلى دار .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن هارون ، ثنا سليمان ، ثنا سفيان بن عيينة . قال : كان يقال : الأيام ثلاثة ؛ فأمس حكيم مودع ترك حكمته وأبقاها عليك ، واليوم صديق مودع كان يحبك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته ، وهو عنك سريع الظعن ، وغدا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون . قال : فقال عمر بن الخطاب : عليكم بالصدق ؛ فإن ظن أحدكم أنه مهلكه فإنه أنجى له .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا حسن بن سفيان ، ثنا عبيد بن شريك ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : ما أخلص عبد لله أربعين يوما إلا أنبت الله الحكمة في قلبه نباتا ، وأنطق لسانه بها ، وبصره عيوب الدنيا : داءها ودواءها . قال : وسمعت ابن عيينة ، يقول : ما شيء أضر عليكم من ملوك السوء ، وعلم لا يعمل به .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا محمد بن الوليد - صاحب غندر - ثنا محمد بن جهضم ، قال : قال سفيان بن عيينة : الشاكر الذي يعلم أن النعمة من الله تعالى أعطاه إياها لينظر كيف يشكر وكيف يصبر .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن الوليد ، ثنا محمد بن جهضم ، عن سفيان بن عيينة قال : سئل الزهري عن الزهد في الدنيا قال : من لم يغلب الحلال شكره ، ولا الحرام صبره .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا رجاء بن صهيب ، عن علي بن أبي علي قال : التفت إلينا سفيان بن عيينة فقال : لشرار من مضى عام أول خير من خياركم اليوم .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إسحاق بن عبد الله بن سلمة ، ثنا محمد بن عمرو بن العباس ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال هارون أمير المؤمنين لأبي إسحاق الفزاري : أيها الشيخ ، إنك في موضع من العرب . قال : إن ذلك لن يغني عني من الله شيئا يوم القيامة .

              [ ص: 288 ] حدثنا أبو النضر بن قهبار ، ثنا عياش بن محمد بن معاذ ، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، ثنا سفيان بن عيينة قال : كان يقال : أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة : رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه ، ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه ، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلمه غيره فانتفع به .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا يعقوب بن حجر العسقلاني ، قال : سمعت أحمد بن شيبان يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول - ونظر إلى كثرة أصحاب الحديث فقال - : ثلاث يتبعون السلطان ، وثلاث لا يفلحون ، وثلاث يموتون .

              حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، ثنا أحمد بن الحسين ، قال : سمعت إبراهيم بن فهد يقول : إن سفيان سمع رجلا يتبذأ على رفقائه فقال : إن لكل رفقاء رفقة كلب ، فإن استطعت أن لا تكونه فافعل .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا إبراهيم بن بشار ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال سعد بن أبي وقاص : بر الإخوان حصن من عداوتهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية