الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 67 ] هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه أي خلقه لكم لتستقروا فيه من نصبكم وكلالكم: والنهار مبصرا أي مضيئا، تبصرون فيه مطالب أرزاقكم ومكاسبكم.

                                                                                                                                                                                                                                      قيل: الآية من باب الاحتباك. والتقدير: جعل الليل مظلما لتسكنوا فيه، والنهار مبصرا لتتحركوا فيه لمصالحكم، فحذف من كل من الجانبين ما ذكر في الآخر، اكتفاء بالمذكور عن المتروك. وإسناد الإبصار إلى النهار مجازي، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      ما ليل المحب بنائم



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3378 ] إن في ذلك أي الجعل المذكور لآيات لقوم يسمعون أي هذه الآيات ونظائرها، سماع تدبر واعتبار.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم شرع في نوع آخر من أباطيلهم بقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية