الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
665 حديث سابع عشر لهشام بن عروة

مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه .

التالي السابق


اختلف في ألفاظ هذا الحديث ، عن عائشة وغيرها ، وقد ذكرنا ما يجب من القول في ذلك كله في باب ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن من هذا الكتاب ، فلا معنى لإعادة ذلك هاهنا .

وأجمع العلماء على أن لا فرض في الصوم غير شهر رمضان وعلى أن يوم عاشوراء مندوب إلى صومه ، وأن له فضلا [ ص: 149 ] على غيره على ما قد بيناه في باب ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، ومعنى قول عائشة " وترك يوم عاشوراء " ، أي ترك صومه على الإيجاب إذ لا فرض غير رمضان . ومثل حديث عائشة هذا حديث ابن عمر روى ابن القاسم عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر يوم عاشوراء فقال : كان يوما يصومه أهل الجاهلية ، فمن شاء فليصمه ، ومن شاء فليفطره وهذا إسناد غريب لمالك في هذا الحديث لا أعلمه لغير ابن القاسم عن مالك حدثناه عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا الحسن بن الخضر قال : حدثنا أحمد بن شعيب عن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عامر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ، وهو محفوظ لنافع عن ابن عمر ، وقد ذكرنا في باب ابن شهاب عن عروة أن فرض صيام رمضان كان بالمدينة قبل بدر ، وقد صامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعظيما له إلى أن مات .

روى الحميدي وغيره عن ابن عيينة قال : سمعت عبد الله بن أبي لبيد قال : سمعت ابن عباس يقول : ما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوما تحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم . يعني : يوم عاشوراء .

ومن حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كان العام المقبل صمنا التاسع . فلم يأت العام المقبل حتى مات صلى الله عليه وسلم .

وقد ذكرنا هذا الخبر وغيره مما يدل على فضله ، وذكرنا مذاهب العلماء في صومه واهتبالهم به في باب ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ، والحمد لله .

[ ص: 150 ] حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا زهير قال : حدثنا أبو إسحاق عن الأسود قال : ما رأيت أحدا آمر بصوم عاشوراء من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأبي موسى يعني الأشعري .




الخدمات العلمية