الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ؛ "خشية إملاق"؛ منصوب لأنه مفعول له؛ و"الإملاق": الفقر؛ يقال: "أملق؛ يملق؛ إملاقا"؛ وكانوا يدفنون البنات إذا ولدن لهم؛ خوفا من الفقر؛ فضمن الله - عز وجل - لهم رزقهم؛ فقال: نحن نرزقهم وإياكم ؛ وهي الموؤودة ؛ كانوا يدفنون الابنة؛ إذا ولدت؛ حية.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إن قتلهم كان خطئا كبيرا ؛ وتقرأ: "خطأ كبيرا"؛ فمن قال: "خطئا"؛ بالكسر؛ فمعناه: إثما كثيرا؛ يقال: "قد خطئ الرجل؛ يخطأ؛ خطئا": "أثم؛ يأثم؛ إثما"؛ و"خطأ كبيرا"؛ له تأويلان؛ أحدهما معناه: "إن قتلهم كان غير صواب"؛ يقال: "قد أخطأ؛ يخطئ؛ إخطاء؛ وخطأ"؛ و"الخطأ"؛ الاسم من هذا؛ لا المصدر؛ ويكون "الخطأ"؛ من "خطئ يخطأ؛ خطأ"؛ إذا لم يصب؛ مثل: "لجج؛ يلجج"؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        والناس يلحون الأمير إذا هم خطئوا الصواب ولا يلام المرشد



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية