الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة أبو الحسن التميمي الملقب فروجة قدم بغداد وحدث بها ، وكان ثقة حافظا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يوسف بن الحسين بن علي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو يعقوب الرازي سمع أحمد بن حنبل ، وصحب ذا النون المصري ، وروى عنه أبو بكر النجاد . روى الخطيب بسنده [ ص: 802 ] إليه أنه بلغه أن ذا النون يحفظ اسم الله الأعظم فقصده ليعلمه إياه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فلما وردت عليه استهان بي وكان لي لحية طويلة ومعي ركوة طويلة فجاء رجل يوما فناظر ذا النون فأسكت ذا النون ، فناظرت أنا الرجل فأسكته ، فقام ذو النون فجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب ، واعتذر إلي فخدمته سنة ثم سألته أن يعلمني الاسم الأعظم فلم يبعد مني ووعدني ، فمكثت بعد ذلك ستة أشهر ثم أخرج إلي طبقا عليه مكبة مشدودا بمنديل ، وقال لي : اذهب بهذا إلى صاحبنا فلان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فجعلت أفكر في الطريق ما هذا الذي أرسلني به ، فلما وصلت الجسر فتحته فإذا فيه فأرة فقفزت وذهبت ، فاغتظت غيظا شديدا ، وقلت : ذو النون يسخر بي فرجعت إليه وأنا حنق ، فقال لي : ويحك إنما اختبرتك ، فإذا لم تكن أمينا على فأرة فأن لا تكون أمينا على الاسم الأعظم بطريق الأولى ، اذهب عني فلا أراك بعدها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد رئي أبو الحسين الرازي هذا في المنام بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي بقولي عند الموت : اللهم إني نصحت للناس قولا وخنت نفسي فعلا فهب لي خيانة فعلي لنصح قولي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يموت بن المزرع بن يموت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو بكر العبدي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من عبد القيس وهو ثوري ، كان ابن أخت الجاحظ قدم بغداد وحدث بها عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وكان صاحب أخبار وآداب وملح [ ص: 803 ] وقد كان غير اسمه بمحمد ، فلم يغلب عليه إلا الأول ، وكان إذا ذهب يعود مريضا فدق الباب ، فقيل : من ؟ فيقول : ابن المزرع ولا يذكر اسمه لئلا يتفاءل أهل المريض بسماع ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية