الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إبراهيم بن أحمد بن الحارث .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو القاسم الكلابي الشافعي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع الحارث بن مسكين وغيره وكان رجلا صالحا ثقة ، على مذهب الشافعي وكان يحب الخلوة والانقباض ، توفي في شعبان منها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن الحسن الصوفي أحد مشايخ الحديث المكثرين المعمرين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن عمر بن سريج .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو العباس
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي بشيراز صنف نحو أربعمائة مصنف وكان أحد أئمة الشافعية وكان يلقب بالباز الأشهب ، وكان قد أخذ الفقه عن أبي القاسم الأنماطي ، وعن أصحاب الشافعي كالمزني وغيره ، وعنه انتشر مذهب الشافعي في الآفاق ، وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية بما فيه مقنع . توفي في جمادى الأولى منها عن سبع وخمسين سنة وستة أشهر ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان توفي يوم الإثنين الخامس والعشرين من ربيع الأول ، وعمره سبع وخمسون سنة وستة أشهر ، وقبره يزار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن يحيى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الله الجلاء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بغدادي سكن الشام وصحب أبا [ ص: 809 ] التراب النخشبي وذا النون المصري روى أبو نعيم بسنده عنه ، قال : قلت لأبوي وأنا شاب : إني أحب أن تهباني لله عز وجل ، فقالا : قد وهبناك لله ، فغبت عنهما مدة طويلة ثم رجعت إلى بلدنا عشاء في ليلة مطيرة ، فانتهيت إلى الباب فدققته ، فقالا : من هذا ؟ فقلت : أنا ولدكما فلان ، فقالا : إنه قد كان لنا ولد ووهبناه لله عز وجل ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا . ولم يفتحا لي الباب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي أبو يعلى وهو أخو القاضي أبي عمر محمد بن يوسف كان إليه ولاية القضاء بالأردن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو محمد الجواليقي القاضي المعروف بعبدان ، الأهوازي ولد سنة ست عشرة ومائتين ، كان أحد الحفاظ الأثبات ، يحفظ مائة ألف حديث ، جمع المشايخ والأبواب ، روى عن هدبة وكامل بن طلحة وغيرهم ، وعنه ابن صاعد والمحاملي وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن بابشاذ أبو عبيد الله البصري .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سكن بغداد وحدث بها عن [ ص: 810 ] عبيد الله بن معاذ العنبري وبشر بن معاذ العقدي وغيرهما وفي حديثه غرائب ومناكير توفي في شوال منها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن الحسين بن شهريار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو بكر القطان البلخي الأصل روى عن الفلاس وبشر بن معاذ وعنه أبو بكر الشافعي وابن الجعابي ، كذبه ابن ناجية ، وقال الدارقطني : ليس به بأس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو بكر الضبي القاضي المعروف بوكيع كان عالما فاضلا عارفا بأيام الناس فقيها قارئا نحويا له مصنفات منها كتاب " العدد " ولي القضاء بالأهواز وحدث عن الحسن بن عرفة والزبير بن بكار وغيرهما ، وعنه أحمد بن كامل وأبو علي الصواف وغيرهما ، ومن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي من العلم يوما ما يخلد في الكتب     غدوت بتشمير وجد عليهم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومحبرتي أذني ودفترها قلبي



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      منصور بن إسماعيل بن عمر أبو الحسن الفقيه أحد أئمة الشافعية وله مصنفات في المذهب وله الشعر الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : ويظهر في [ ص: 811 ] شعره التشيع وكان جنديا كف بصره وسكن الرملة ثم قدم مصر حتى كانت وفاته بها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو نصر المحب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحد مشايخ الصوفية كان له كرم وسخاء ومروءة ، ومر بسائل سأل وهو يقول : شفيعي إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشق أبو نصر إزاره وأعطاه نصفه ثم مشى خطوتين ثم رجع إليه فأعطاه النصف الآخر ، وقال : هذا نذالة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية