الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الحادية والعشرون قوله تعالى : { فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها خمس مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : القول في البضاعة : قد تقدم ذكر معنى البضاعة في البضع آنفا .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قوله : { مزجاة } : فيها قولان : أحدهما : يعني قليلة ، إما لأنه متاع البادية الذي لا يصلح للملوك ، وإما لأنه لا سعة فيه ، إنما يدافع به المعيشة ، من قولك : فلان يزجي كذا ، أي : يدفع قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              الواهب المائة الهجان وعبدها عوذا تزجي خلفها أطفالها

                                                                                                                                                                                                              يعني تدفع . [ ص: 76 ] الثاني : قال مالك : مزجاة تجوز في كل مكان ، فهي المزجاة رواه الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك . ولا أدري ما هذا ، إلا أن يكون من باب جبذ وجذب ، وإلا فالله أعلم بصحة الرواية فيه . وقد فسرها بعضهم بأنها البطم والصنوبر ، والبطم هو الحبة الخضراء .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية