الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ؛ قال أهل اللغة: معنى "مستورا"؛ ههنا: في موضع "ساترا"؛ تأويل الحجاب - والله أعلم -: الطبع الذي على قلوبهم؛ ويدل على ذلك قوله: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ؛ و"الأكنة": جمع "كنان"؛ وهو ما ستر؛ [ ص: 243 ] ومعنى "أن يفقهوه"؛ كراهة أن يفقهوه؛ وقيل: معناه: ألا يفقهوه؛ والمعنيان واحد؛ غير أن "كراهة"؛ أجود في العربية؛ وقيل: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ؛ "الحجاب": منع الله إياهم من النبي - عليه السلام -؛ ويجوز أن يكون "مستورا"؛ على غير معنى "ساترا"؛ فيكون الحجاب ما لا يرونه؛ ولا يعلمونه؛ من الطبع على قلوبهم. وفي آذانهم وقرا ؛ "الوقر": ثقل السمع؛ و"الوقر": أن يحمل الإنسان وقره.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولوا على أدبارهم نفورا ؛ "نفورا"؛ يحتمل مذهبين؛ أحدهما المصدر؛ المعنى: "ولوا نافرين نفورا"؛ ويجوز أن يكون "نفورا"؛ جمع "نافر"؛ فيكون "نافر"؛ و"نفور"؛ مثل: "شاهد"؛ و"شهود".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية