الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ وفاة ذي البجادين وقيام الرسول على دفنه ]

قال : وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، [ ص: 528 ] أن عبد الله بن مسعود كان يحدث ، قال : قمت من جوف الليل ، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، قال : فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر ، قال : فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات ، وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته ، وأبو بكر وعمر يدليانه إليه ، وهو يقول : أدنيا إلي أخاكما ، فدلياه إليه ، فلما هيأه لشقه قال : اللهم إني أمسيت راضيا عنه ، فارض عنه . قال : يقول وعبد الله بن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة

[ سبب تسميته ذا البجادين ]

قال ابن هشام : وإنما سمي ذا البجادين ، لأنه كان ينازع إلى الإسلام ، فيمنعه قومه من ذلك ، ويضيقون عليه ، حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره ، والبجاد : الكساء الغليظ الجافي ، فهرب منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان قريبا منه ، شق بجاده باثنين ، فاتزر بواحد ، واشتمل بالآخر ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : ذو البجادين لذلك ، والبجاد أيضا : المسح ، قال ابن هشام : قال امرؤ القيس :


كأن أبانا في عرانين ودقه كبير أناس في بجاد مزمل



التالي السابق


الخدمات العلمية