الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم ؛ أكثر ما جاء في التفسير في قوله: أو خلقا مما يكبر في صدوركم ؛ أن هذا الخلق هو الموت؛ وقيل: "خلقا مما يكبر في صدوركم"؛ نحو: السماوات؛ والأرض؛ والجبال؛ ومعنى هذه الآية فيه لطف؛ وغموض؛ لأن القائل يقول: كيف يقال لهم: كونوا حجارة أو حديدا؛ وهم لا يستطيعون ذلك؟! .

                                                                                                                                                                                                                                        فالجواب في ذلك أنهم كانوا يقرون أن الله - جل ثناؤه - خالقهم؛ وينكرون أن الله يعيدهم خلقا آخر؛ فقيل لهم: استشعروا أنكم لو خلقتم من حجارة؛ أو حديد؛ لأماتكم الله؛ ثم أحياكم؛ لأن القدرة التي بها أنشأكم - وأنتم مقرون أنه أنشأكم بتلك القدرة - بها يعيدكم؛ ولو كنتم حجارة؛ أو حديدا؛ أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ؛ أي: فسيحركون رؤوسهم تحريك من يبطل الشيء ويستبطئه؛ ويقولون متى هو ؛ [ ص: 245 ] يقال: "أنغضت رأسي - إذا حركته -؛ أنغضه؛ إنغاضا"؛ و"نغضت السن؛ تنغض نغضا"؛ و"نغض برأسه؛ ينغض؛ نغضا"؛ إذا حركه؛ قال العجاج :


                                                                                                                                                                                                                                        أسك نغضا لا يني مستهدجا

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية