الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          831 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رجلا قال من أين نهل يا رسول الله قال يهل أهل المدينة من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن قال ويقولون وأهل اليمن من يلملم قال وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من أين نهل يا رسول الله ) أصل الإهلال رفع الصلاة ؛ لأنهم كانوا يرفعون [ ص: 481 ] أصواتهم بالتلبية عند الإحرام ثم أطلق على نفس الإحرام اتساعا ( فقال : يهل ) أي يحرم ( أهل المدينة ) أي مدينته عليه الصلاة والسلام ( من ذي الحليفة ) بالمهملة والفاء مصغرا مكان معروف بينه وبين مكة مائتا ميل غير ميلين ، قاله ابن حزم ، وقال غيره : بينهما عشر مراحل . قال النووي : بينها وبين المدينة ستة أميال وبها مسجد يعرف بمسجد الشجرة خراب وبها بئر يقال لها بئر علي ( وأهل الشام من الجحفة ) بضم الجيم وسكون الحاء وهي قرية خربة بينها وبين مكة خمس مراحل أو ستة وسميت الجحفة ؛ لأن السيل أجحف بها . ووقع في حديث عائشة عند النسائي : ولأهل الشام ومصر الجحفة ، والمقام الذي يحرم منه المصريون الآن رابغ ـ بوزن فاعل براء وموحدة وغين معجمة ـ قريب من الجحفة ، كذا في فتح الباري .

                                                                                                          وقال القاري في المرقاة : كان اسم الجحفة مهيعة فأجحف السيل بأهلها فسميت جحفة يقال : أجحف به إذا ذهب به وسيل جحاف إذا جرف الأرض وذهب به والآن مشهور برابغ ، انتهى . ( وأهل نجد من قرن ) بفتح القاف وسكون الراء اسم موضع يقال له قرن المنازل أيضا قال النووي : وقرن المنازل على نحو مرحلتين من مكة . قالوا : وهو أقرب المواقيت إلى مكة ( وأهل اليمن من يلملم ) بفتح التحتانية واللام وسكون الميم بعدها لام مفتوحة ثم ميم ، مكان على مرحلتين من مكة بينهما ثلاثون ميلا ، ويقال له ألملم بالهمزة وهو الأصل والياء تسهيل لها .

                                                                                                          تنبيه

                                                                                                          قال الحافظ : أبعد المواقيت من مكة ذو الحليفة ميقات أهل المدينة ، فقيل : الحكمة في ذلك أن تعظم أجور أهل المدينة وقيل رفقا بأهل الآفاق ؛ لأن أهل المدينة أقرب الآفاق إلى مكة أي ممن له ميقات معين ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عباس ) أخرجه البخاري ومسلم ( وجابر بن عبد الله ) أخرجه مسلم ( وعبد الله بن عمرو ) أخرجه إسحاق ابن راهويه في مسنده والدارقطني في سننه بلفظ : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرنا ، ولأهل اليمن يلملم ، ولأهل العراق ذات عرق . وفي سنده الحجاج بن أرطاة كذا في نصب الراية .

                                                                                                          [ ص: 482 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية