الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
118 [ ص: 214 ] حديث موفي ثلاثين لهشام بن عروة

عروة ، عن زينب بنت أبي سلمة ، حديثان ، ذكر الحسن بن علي قال : حدثنا عارم قال : حدثنا معتمر ، عن أبيه قال : حدثنا بكر قال : أخبرني أبو رافع قال : كنت إذا ذكرت امرأة بالمدينة فقيهة ذكرت زينب بنت أبي سلمة .

مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة أنها قالت : جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إن الله لا يستحي من الحق ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم ؛ إذا رأت الماء .

التالي السابق


هكذا روى هذا الحديث مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبي ، عن زينب بنت أبي سلمة ، ، عن أم سلمة عند جماعة رواة الموطأ ، إلا القعنبي فإنه أرسله عن مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، وأما ابن شهاب فرواه عن عروة فمرة أرسله ومرة جعله عن عروة ، عن عائشة ، وقد ذكرنا ذلك كله في باب ابن شهاب ، عن عروة من هذا الكتاب .

وفي هذا الحديث دليل واضح على أن النساء يحتلمن وينزلن الماء ، وذلك عندي في الأغلب لا على العموم ، وذلك بين في إنكار عائشة لقول أم سليم والله أعلم ، وقد يوجد في الرجال من لا يحتلم ، فكيف في النساء ، وقد [ ص: 215 ] قيل : إن عائشة إنما قالت ذلك لصغر سنها وكونها مع زوجها ، والاحتلام إنما يجده النساء عند عدم الأزواج إذا فقدوا وبعدوا عنهن ، وقيل : إنه قد يكون في النساء من لا يحتلم ، فجائز أن تكون عائشة - رضي الله عنها - من أولئك ، فالله أعلم ، وكيف كان فإن عائشة لم تنكره إلا لأنها لم تعرفه ، وقد جاء عن أم سلمة في ذلك نحو ما جاء عن عائشة فيه ، وقد ذكرنا هذا المعنى وما جاء فيه وفي سائر معاني هذا الخبر ممهدا ( مبسوطا ) في باب ابن شهاب من كتابنا هذا ، والحمد لله .




الخدمات العلمية