الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 179 ) فصل : وإذا نكس وضوءه ، فبدأ بشيء من أعضائه قبل وجهه ، لم يحتسب بما غسله قبل وجهه ، فإذا غسل وجهه مع بقاء نيته أو بعدها بزمن يسير احتسب له به ، ثم يرتب الأعضاء الثلاثة . وإن غسل وجهه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ورجليه ، أعاد مسح رأسه وغسل رجليه . وإن غسل وجهه ويديه ثم غسل رجليه ثم مسح رأسه ، صح وضوءه إلا غسل رجليه . وإن نكس وضوءه جميعه ، لم يصح له إلا غسل وجهه .

                                                                                                                                            وإن توضأ منكسا أربع مرات ، صح وضوءه ، يحصل له من كل مرة غسل عضو إذا كان متقاربا . ومذهب الشافعي مثل ما ذكرنا . ولو غسل أعضاءه دفعة واحدة لم يصح له إلا غسل وجهه ; لأنه لم يرتب . وإن انغمس في ماء جار فلم يمر على أعضائه إلا جرية واحدة فكذلك . وإن مر عليه أربع جريات ، وقلنا : الغسل يجزئ عن المسح . أجزأه ، كما لو توضأ أربع مرات . وإن كان الماء راكدا ، فقال بعض أصحابنا : إذا أخرج وجهه ثم يديه ثم مسح رأسه ثم خرج من الماء ، أجزأه ; لأن الحدث إنما يرتفع بانفصال الماء عن العضو ، ونص أحمد في رجل أراد الوضوء فانغمس في الماء ، ثم خرج من الماء ، فعليه مسح رأسه وغسل رجليه .

                                                                                                                                            وهذا يدل على أن الماء إذا كان جاريا فمرت عليه جرية واحدة ، أنه يجزئه مسح رأسه وغسل رجليه . وإن اجتمع الحدثان ، سقط الترتيب والموالاة . على ما سنذكره ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية