الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الرجل يحلف أن لا يساكن رجلا قلت : أرأيت الرجل يحلف أن لا يساكن فلانا ، فسكنا في دار فيها مقاصير ، فسكن هذا في مقصورة وهذا في مقصورة أيحنث أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كانا في دار واحدة وكل واحد منهما في منزله والدار تجمعهما فأراه حانثا في مسألتك ، وكذلك سمعت مالكا يقول : وإن كانا في بيت واحد رفيقين فحلف أن لا يساكنه فانتقل عنه إلى منزل في الدار يكون [ ص: 603 ] مدخله ومخرجه ومرافقه في حوائجه ومنافعه على حدة ، فلا حنث عليه إلا أن يكون نوى الخروج من الدار ، لأني سمعت مالكا يقول . وسأله رجل عن امرأة له وأخت له كانتا ساكنتين في منزل واحد وحجرة واحدة فوقع بينهما ما يقع بين النساء من الشر ، فحلف الرجل بطلاق امرأته أن لا يساكن إحداهما صاحبتها ، فتكارى منزلا سفلا وعلوا ولكل منزل منهما مرفقه على حدة مرحاضه ومغتسله ومطبخه ومدخله ومخرجه على حدة إلا أن سلم العلوي في الدار يجمعهما باب الدار يدخلان منه ويخرجان منه .

                                                                                                                                                                                      قال مالك لا أرى عليه حنثا إذا كانا كذا معتزلين هكذا

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية