الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 103 ] ثم دخلت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في المحرم منها خرج الخليفة الراضي وأمير الأمراء محمد بن رائق من بغداد قاصدين واسطا ; لقتال أبي عبد الله البريدي نائب الأهواز ، الذي قد تجبر بها ، ومنع الخراج ، فلما سار ابن رائق إلى واسط خرج عليه الحجرية وقاتلوه ، فسلط عليهم بجكم فطحنهم ، ورجع فلهم إلى بغداد فتلقاهم لؤلؤ أمير الشرطة ، فاحتاط على أكثرهم ، ونهبت دورهم ، ولم يبق لهم رأس يرتفع ، وقطعت أرزاقهم من بيت المال بالكلية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وبعث الخليفة وابن رائق إلى أبي عبد الله البريدي يتهددانه ، فأجاب إلى حمل كل سنة ثلاثمائة ألف وستين ألف دينار ، يقوم بحمل كل شهر على حدته ، وإلى أن يجهز جيشا إلى قتال عضد الدولة بن بويه ، فلما رجع الخليفة إلى بغداد لم يحمل شيئا ، ولم يبعث أحدا ، ثم بعث ابن رائق بجكم وبدرا الخرشني لقتال البريدي ، فجرت بينهم حروب وخطوب ، وأمور يطول ذكرها . ثم لجأ البريدي إلى عماد الدولة واستجار به ، واستحوذ بجكم على بلاد الأهواز ، وجعل إليه ابن رائق خراجها ، وكان بجكم هذا شجاعا فاتكا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 104 ] وفي ربيع الأول خلع الخليفة على بجكم ، وعقد له الإمارة ببغداد ، وولاه نيابة المشرق إلى خراسان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية