الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1912 ) فصل : والمعادن الجامدة تملك بملك الأرض التي هي فيها ; لأنها جزء من أجزاء الأرض ، فهي كالتراب والأحجار الثابتة ، بخلاف الركاز ، فإنه ليس من أجزاء الأرض ، وإنما هو مودع فيها . وقد روى أبو عبيد ، بإسناده عن عكرمة مولى بلال بن الحارث المزني ، قال : { أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أرض كذا ، من مكان كذا إلى كذا ، وما كان فيها من جبل أو معدن . قال : فباع بنو بلال من عمر بن عبد العزيز أرضا ، فخرج فيها معدنان ، فقالوا : إنما بعناك أرض حرث ، ولم نبعك المعدن . وجاءوا بكتاب القطيعة التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيهم في جريدة ، قال : فجعل عمر يمسحها على عينيه ، وقال لقيمه : انظر ما استخرجت منها ، وما أنفقت عليها ، فقاصهم بالنفقة ، ورد عليهم الفضل . } فعلى هذا ما يجده في ملك أو في موات فهو أحق به ، فإن سبق اثنان إلى معدن في موات ، فالسابق أولى به ما دام يعمل ، فإذا تركه جاز لغيره العمل فيه . وما يجده في مملوك يعرف مالكه ، فهو لمالك المكان .

                                                                                                                                            فأما المعادن الجارية ، فهي مباحة على كل حال . إلا أنه يكره له دخول ملك غيره إلا بإذنه . وقد روي أنها : تملك بملك الأرض التي هي فيها ; لأنها من نمائها وتوابعها ، فكانت لمالك الأرض ، كفروع الشجر المملوك وثمرته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية