الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فإن آمنوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في “ الأسماء والصفات “ عن ابن عباس قال : لا تقولوا فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فإن الله لا مثل له ولكن قولوا : (فإن آمنوا بالذي آمنتم به) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي داود في " المصاحف " والخطيب في " تاريخه " عن أبي جمرة قال : كان ابن عباس يقرأ : " فإن آمنوا بالذي آمنتم به " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : فإنما هم في شقاق قال : فراق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال : كنت قاعدا إذ أقبل عثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عثمان تقتل وأنت تقرأ سورة " البقرة " فتقع قطرة من دمك على : [ ص: 727 ] فسيكفيكهم الله قال الذهبي في " مختصر المستدرك " : هذا كذب بحت، وفي إسناده أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي وهو المتهم به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي داود في " المصاحف " وأبو القاسم بن بشران في " أماليه "، وأبو نعيم في " المعرفة "، وابن عساكر عن أبي سعيد مولى بني أسد قال : لما دخل المصريون على عثمان والمصحف بين يديه فضربوه بالسيف على يديه فجرى الدم على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم فمد يده وقال : والله إنها لأول يد خطت المفصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن نافع بن أبي نعيم قال : أرسل إلي بعض الخلفاء بمصحف عثمان بن عفان فقلت له : إن الناس يقولون : إن مصحفه كان في حجره حين قتل فوقع الدم على : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم فقال نافع : بصرت عيني بالدم على هذه الآية وقد قدم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 728 ] وأخرج عبد الله بن أحمد في “ زوائد الزهد “ عن عمرة بنت أرطاة العدوية قالت : خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة ورأينا المصحف الذي قتل عثمان وهو في حجره، وكانت أول قطرة قطرت من دمه على هذه الآية : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قالت عمرة : فما مات منهم رجل سويا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية