الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ؛ و"الرقيم"؛ قيل: إنه اسم الجبل الذي كان فيه الكهف؛ و"الكهف": كـ "الفج"؛ وكـ "الغار"؛ في الجبل.

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل: إن "الرقيم"؛ اسم القرية التي كانوا فيها؛ وقيل: إن "الرقيم": لوح كان فيه كتاب في المكان الذي كانوا فيه - والله أعلم -؛ وقيل: كان المشركون سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الروح؛ وعن أصحاب الكهف؛ وعن ذي القرنين ؛ وذلك أنهم أعياهم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ؛ فصارت جماعة منهم إلى يثرب ؛ فأعلمت جماعة من رؤساء اليهود بقصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت اليهود: إن اسمه عندنا مكتوب؛ وأن يبعث على فترة من الرسل؛ فاسألوه عن هذه الأشياء؛ فإن أجاب عنها فهو نبي؛ فصارت الجماعة من المشركين إلى مكة ؛ وجمعوا [ ص: 270 ] جمعا كثيرا؛ وسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الأشياء؛ فأعلمهم أنه لا يعلمها؛ وأنه إن نزل عليه وحي بها أعلمهم.

                                                                                                                                                                                                                                        فروى بعضهم أنه قال: "سأخبركم بها"؛ ولم يقل: "إن شاء الله"؛ فأبطأ عنه الوحي أياما؛ ونزلت: ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ؛ فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما أوحى الله إليه؛ وأنزله الله في كتابه؛ مما دل على حقيقة نبوته.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلم الله - عز وجل - أن قصة أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات الله؛ لأنا نشاهد من خلق السماوات والأرض وما بينهما مما يدل على توحيد الله ما هو أعجب من قصة أصحاب الكهف؛ فقال - جل وعز -: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ؛ أي: حتى نبين قصتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية