الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل ادعوا الذين زعمتم من دونه الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "الدلائل"، عن ابن مسعود في قوله : قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا . قال : كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن، فأسلم النفر من الجن، وتمسك [ ص: 384 ] الإنسيون بعبادتهم، فأنزل الله : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة . كلاهما بالياء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، معا في "الدلائل"، عن ابن مسعود قال : نزلت هذه الآية في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن، فأسلم الجنيون، والنفر من العرب لا يشعرون بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : كانت قبائل من العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم : الجن . ويقولون هم بنات الله . فأنزل الله : أولئك الذين يدعون . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في الآية قال : كان أهل الشرك يعبدون الملائكة والمسيح وعزيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : فلا يملكون كشف الضر عنكم . قال : عيسى وأمه وعزير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 385 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : أولئك الذين يدعون . قال : هم عيسى وعزير والشمس والقمر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي ، وابن مردويه ، واللفظ له، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سلوا الله لي الوسيلة" . قالوا : وما الوسيلة؟ قال : "القرب من الله" . ثم قرأ : يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية