الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2394 باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره

                                                                                                                              وقال النووي: (باب ما يقال إذا رجع إلخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 112-113 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عبد الله ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة إذا أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما ; (قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش) أي: رجع من الغزو.

                                                                                                                              [ ص: 623 ] (أو السرايا ، أو الحج ، أو العمرة ، إذا أوفى) : ارتفع وعلا.

                                                                                                                              (على ثنية ، أو فدفد) بفاءين مفتوحتين ، هو: الموضع ، الذي فيه غلظ وارتفاع.

                                                                                                                              وقيل: هو الفلاة ، التي لا شيء فيها.

                                                                                                                              وقيل: غليظ الأرض ، ذات الحصى.

                                                                                                                              وقيل: الجلد من الأرض في ارتفاع.

                                                                                                                              وجمعه: "فدافد".

                                                                                                                              (كبر ثلاثا ، ثم قال: "لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون ") أي: راجعون.

                                                                                                                              وهو وما بعده ; أخبار لمبتدإ مقدر. أي: نحن آيبون إلخ.

                                                                                                                              (تائبون ، عابدون ، ساجدون لربنا ، حامدون ، صدق الله وعده) في إظهار الدين ، وكون العاقبة للمتقين ، وغير ذلك من وعده سبحانه: إن الله لا يخلف الميعاد.

                                                                                                                              (ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده) أي: من غير قتال من الآدميين.

                                                                                                                              والمراد: الأحزاب ، الذين اجتمعوا يوم الخندق ، وتحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأرسل الله عليهم ريحا وجنودا لم تروها) .

                                                                                                                              [ ص: 624 ] وبهذا يرتبط قوله صلى الله عليه وسلم: " صدق الله " تكذيبا لقول المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا .

                                                                                                                              هذا هو المشهور ، أن المراد: أحزاب يوم الخندق.

                                                                                                                              قال عياض: ويحتمل أن المراد: أحزاب الكفر ، في جميع الأيام والمواطن. والله أعلم.

                                                                                                                              قال في (شرح المنتقى) : الحديث فيه: استحباب التكبير ، والتهليل; والدعاء المذكور ، عند كل شرف من الأرض ، يعلوه الراجع إلى وطنه ، من حج ، أو عمرة ، أو غزو. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية