الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15460 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : كان إسلام حمزة - رضي الله عنه - حمية [وكان رجلا راميا ] ، وكان يخرج من الحرم فيصطاد ، فإذا رجع مر بمجلس قريش ، وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة ، فيمر بهم فيقول : رميت كذا وكذا ، وصنعت كذا وكذا ، ثم ينطلق إلى منزله . فأقبل من رميه ذات يوم، فلقيته امرأة ، فقالت : يا أبا عمارة ، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام ، شتمه ، وتناوله ، وفعل [ به] وفعل ، فقال : هل رآه أحد ؟ قالت : إي والله ، لقد رآه ناس ، فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة ، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم ، فاتكأ على قوسه ، وقال : رميت كذا وكذا ، وفعلت كذا وكذا ، ثم جمع يديه بالقوس ، فضرب بها بين أذني أبي جهل فدق سنتها ، ثم قال : خذها بالقوس ، وأخرى بالسيف ، أشهد أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه جاء بالحق من عند الله .

                                                                                            قالوا : يا أبا عمارة ، إنه سب آلهتنا ، وإن كنت أنت وأنت أفضل منه ما أقررناك وذاك ، وما كنت يا أبا عمارة فاحشا .

                                                                                            رواه الطبراني مرسلا ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية